"لقاء ملهم فوق العادة" يستعرض تجارب إبداعية مؤثرة لذوي الهمم في معرض الكتاب

شهدت قاعة مؤسسات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ58 ندوة "لقاء ملهم فوق العادة"، التي نظمها المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في مركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس، حيث تستمر فعاليات المعرض حتى 5 فبراير الجاري.

شارك في الندوة نخبة من الشخصيات الملهمة، من بينهم الرباعة البارالمبية الأسطورية فاطمة عمر، المعروفة باسم فاطمة أبو عيش، والبطل الأولمبي الكابتن أحمد عبد اللطيف، والمهندس واليوتيوبر علاء النادي. فيما أدارت اللقاء الإعلامية منى شاهين.

افتتحت الإعلامية منى شاهين، الندوة بتقديم فاطمة عمر، مشيدة بإنجازاتها الاستثنائية، حيث وصفتها بأنها إحدى أعظم الرباعات في تاريخ رفع الأثقال، قائلة: "نحن اليوم أمام أيقونة من أيقونات الرياضة البارالمبية المصرية. بدأت رحلتها الرياضية متحدية كل العقبات، وتمكنت من تحقيق إنجازات تاريخية جعلتها قدوة للكثيرين في مصر والعالم".

وتابعت شاهين: "حصلت على خمس ميداليات ذهبية واثنتين فضيتين في الألعاب البارالمبية، إلى جانب تحطيمها العديد من الأرقام القياسية. واليوم، نقترب أكثر من هذه البطلة الاستثنائية لنتعرف على مسيرتها الملهمة".

من جانبها، تحدثت فاطمة عمر عن رحلتها قائلة: “من المعروف أن رفع الأثقال رياضة يسيطر عليها الرجال، لكنني أصررت على خوض التحدي وإثبات العكس.”

وأضافت: "وهبني الله شلل الأطفال، وفي البداية كنت أراه نقمة، لكنني بعد ذلك شكرت الله لأنه ميزني بهذه الإعاقة. كان دافعي لدخول عالم رفع الأثقال شعوري بأن يديّ قويتان، ومن هنا اتخذت القرار، حيث أردت تغيير نظرة المجتمع لي وللأشخاص ذوي الإعاقة، لأننا نملك الحق في العيش مثل الجميع".

وأشارت إلى العقبات التي واجهتها في بداياتها، مثل صعوبة التنقل من المنزل إلى النادي، لكنها أصرّت على مواصلة التدريب وتحقيق حلمها، موضحة أن رياضة رفع الأثقال منحتها الفخر والاعتزاز، والقدرة على التواصل مع الآخرين، وأثبتت أنها ليست ضعيفة، بل قادرة على تحقيق المستحيل.

بدوره، استعرض المهندس علاء النادي محطات من رحلته الملهمة، حيث قال: "في عام 2000 التحقت بكلية الهندسة وكنت في بداية طريق تحقيق حلمي، لكن في عام 2001 تغيرت حياتي بالكامل بعد حادث مأساوي فقدت فيه والدتي وأعز أصدقائي، وخرجت من المستشفى على كرسي متحرك".

وأوضح أنه واجه صعوبات كبيرة خلال سنوات دراسته الجامعية، حيث لم تكن الجامعة مجهزة للأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب تعرضه للتنمر، ورغم ذلك، أصرّ على استكمال دراسته حتى تخرج بنجاح.

وأضاف: "بعد التخرج، تقدمت لـ32 مقابلة عمل خلال عام ونصف، لكن تم رفضي في كل مرة بسبب كوني على كرسي متحرك. لم أستسلم، وواصلت السعي حتى تمكنت أخيرًا من الحصول على وظيفة، بل وصلت إلى مناصب قيادية لاحقًا".

وأشار إلى أن هذه التجربة جعلته يتساءل: "ماذا يفعل الأشخاص الذين يواجهون نفس مصيري؟"، وهو ما دفعه إلى تقديم الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة، مستغلًا مواقع التواصل الاجتماعي لنقل تجربته ومساعدتهم في مواجهة التحديات.

أما الكابتن أحمد عبد اللطيف، فقد روى تفاصيل رحلته الملهمة قائلًا: "قبل إصابتي، كنت شخصًا طبيعيًا وأحرزت العديد من البطولات على مستوى الجمهورية. في عام 2016، سافرت إلى شمال سيناء حيث عملت في رفح والشيخ زويد، لكنني تعرضت لحادث انفجار تسبب في بتر ساقي".

وأوضح أنه أمضى عامًا ونصف يتلقى العلاج على سرير المستشفى، مضيفًا أنه كان أمام خيارين: إما الاستسلام لحالته، أو النهوض وتغيير حياته بالكامل.

وتابع: "اخترت الطريق الأصعب، فتوجهت إلى ممارسة رياضة كمال الأجسام. كانت البداية صعبة جدًا، لكنني أصررت على المواصلة، وبفضل إصراري تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال".