معرض الكتاب يناقش "هناك حيث أنا" للكاتب عبد الله السلايمة
الأحد، 02 فبراير 2025 08:30 م
معرض القاهره الدولي للكتاب
محمد ابو دشيش
شهدت قاعة "فكر وإبداع" مساء اليوم الأحد ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "هناك حيث أنا" للكاتب السيناوي عبد الله السلايمة، وأدارت الندوة الكاتبة الصحفية ولاء عبد الله أبو ستيت، بمشاركة كل من الدكتور أيمن تعليب، أستاذ الأدب والنقد، والناقد حسام المقدم، وذلك في إطار فعاليات الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
استهلت الكاتبة الصحفية ولاء عبد الله أبو ستيت الندوة بالترحيب بجمهور القاعة من المثقفين والنقاد والأدباء السيناويين، قائلة: "سيناء موجودة وحاضرة في قلوبنا، وعلى المستوى الإبداعي نؤكد أن سيناء ستظل حاضرة في كتاباتنا الأدبية." وأشارت إلى أن هذه المجموعة القصصية تناقش أحلام أهل البادية، حيث يطرح الكاتب من خلالها العديد من الأفكار والقضايا المجتمعية، متناولًا حياة أهل البادية والمشكلات الاجتماعية والعادات والتقاليد والمفاهيم المختلفة بأسلوب إبداعي. كما استعرضت المسيرة الإبداعية للكاتب، مشيرة إلى أنه مؤسس ملتقى "العريش الثقافي"، وله العديد من الأعمال الأدبية التي تؤرخ للحياة في المجتمع السيناوي.
بدوره، تحدث الكاتب عبد الله السلايمة عن مسيرته الإبداعية التي تناولت سيناء، قائلًا: "لا أكتب ولا أتحدث إلا عن سيناء، والجميع يعلم أن سيناء قضية شائكة، لكنني أركز على الجانب الاجتماعي وأترك الجانب السياسي لأهله." وأضاف: "كتبت عن مجتمع البادية، ومن يكتب عن هذا المجتمع يواجه تحديات كبيرة، لكنني أؤمن بأن المبدع مطالب بتقديم رسالة تنويرية للمجتمع." وأوضح أن لديه ثلاث مجموعات قصصية، واجه بسبب كل واحدة منها العديد من التحديات، رغم أن مفاهيم كثيرة تغيرت اليوم في المجتمع البدوي. ثم قام بقراءة إحدى قصص المجموعة بعنوان "الشيطان".
من جانبه، استعرض الدكتور أيمن تعليب، أستاذ الأدب والنقد بجامعة العريش ورئيس تحرير سلسلة "كتابات نقدية"، المجموعة القصصية، مؤكدًا أنها تعبر عن المسكوت عنه في المجتمع، حيث تكشف القشرة الخارجية للأفكار والمشاعر، ما يتيح للناس فرصة لاستنشاق أكسجين الحياة من جديد. وأشار إلى أن المجموعة تحتوي على علامات تشكيلية مهمة، مثل وحدة الانطباع، ولحظة التأزم، والاتساق البنياني في التصوير، وكل ذلك متوفر بشكل كبير في الحبكة القصصية.
وأضاف أن المجموعة تتميز بتقطير الحدث، وروعة التشكيل، واستبعاد العناصر الثانوية، كما وصف الكاتب بأنه أشبه براقص كوني، حيث كتب القصص بعين لاقطة، متميزة بالمفردات المكثفة والتركيز، وهو ما أضفى على المجموعة جمالًا خاصًا. وأوضح أن هناك فرقًا بين المعنى والدلالة في قصص السلايمة، إذ يحفز الكاتب خيال القارئ ليستنبط المعاني من تقنيات السرد المختلفة.
وأشار إلى أن المجموعة تتضمن 22 قصة قصيرة، يتميز عنوانها بالجاذبية والتميز، كما أن اللغة فيها تحوّل الدلالات غير المحسوسة إلى دلالات محسوسة، بينما جاء السرد مكثفًا، حيث يتشكل الزمان بوصفه عنصرًا مكملًا للمكان.
كما لفت إلى سطوة المكان على الأنا السردية، وإلى أن كل لون من ألوان القصة يعكس القدرة على الانتصار، مستشهدًا بقصة "شجرة الجميز"، التي ترمز إلى حياة البداوة، حيث تعكس الرواية حالة التأزم بين الراوي ووالده والمحيطين به، مما يجسد الصراع بين الماضي والحاضر.
وفي سياق متصل، تحدث عن قصة "دعوة لا تحتمل التهجير"، التي تتناول مسؤوليات التغيير والتطور، وكذلك "سدرة المنتهى"، التي وصفها بأنها قصة سيرة ذاتية سريعة تحمل دلالة متناقضة حول الأصول الدينية، إذ تنقل القارئ من العلوي إلى الأرضي مستخدمة توظيفات متناقضة، مما يجعل القصة مفتوحة لتأويلات القارئ.
وأشاد باستخدام الكاتب ألفاظًا بليغة زادت من جاذبية الجمل والتشويق، بالإضافة إلى توظيفه للمفارقات التي تجسد العادات والتقاليد، كما استخدم رمزية المرأة باعتبارها تمثل نعمة الحياة والوجود.
وفي ختام حديثه، أشار إلى العناوين البسيطة ذات العمق الكبير التي تميز المجموعة، مؤكدًا أن الكاتب استطاع أن يترك بصمته الجمالية الخاصة، وأن يدمج بين الأصالة والتوظيف الفني بأسلوب فريد.
أما الروائي حسام المقدم، فقد أشاد بعنوان المجموعة، معتبرًا أنه شامل ومعبر عن محتوى الكتاب، على غرار أسلوب الأديب يحيى حقي. وقدم تحليلًا لبعض القصص، مشيرًا إلى أن المجتمع البدوي مجتمع سلطوي له عادات وتقاليد صارمة، وهو ما يتجلى في عنوان المجموعة "هناك حيث أنا"، حيث يعكس فكرة الانتماء والهوية الفردية داخل هذا المجتمع.
وأضاف أن الكاتب استخدم مصطلحات جديدة، وطرح بعض الأفكار التي لا تزال مسيطرة على المجتمع البدوي رغم التغيرات التي شهدها في الآونة الأخيرة. كما أشار إلى المحاور المختلفة التي تناولتها المجموعة، واعتبر "قصة الشيطان" من أروع قصصها، مشددًا على أن الكاتب لا يمكنه الاستغناء عن عنصر الغواية، لأنها محرك الأدب والفن.
وأشاد المقدم بالمجموعة التي جاءت بعد سنوات من المعاناة في سيناء، حيث اعتمد الكاتب على طريقة سرد جذابة استخدم فيها مفردات المجتمع البدوي. وأضاف أن البدايات في المجموعة كانت حكائية وليست وصفية، كما في قصة "سدرة المنتهى"، بينما تميزت قصة "على قيد التفاؤل" ببداية حركية.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن لغة المجموعة جاءت سلسة وخالية من التعقيدات، حيث يتميز السرد فيها بالتدفق، رغم وجود بعض التعبيرات البسيطة، مما يجعل القراءة ممتعة وسهلة الفهم.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
محافظ الدقهلية يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 89.4%
02 فبراير 2025 08:43 م
محافظ الجيزة: استحداث دورانات بشوارع المطبعة هرم والمحولات واسفل محور عمرو بن العاص
02 فبراير 2025 05:09 م
بتكلفة ٣٣٤ مليون جنيه..محافظ الوادي الجديد: استكمال أعمال إنشاء وتطوير عدد من مدارس المحافظة
02 فبراير 2025 04:55 م
أكثر الكلمات انتشاراً