معرض الكتاب يحتفي بالنقاد الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2024

الأحد، 02 فبراير 2025 09:05 م

معرض القاهره الدولي للكتاب

معرض القاهره الدولي للكتاب

محمد ابو دشيش

شهدت القاعة الدولية أمسية خاصة ضمن محور "كتاب وجوائز" في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، احتفاءً بالنقاد الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2024.  

أدار الندوة الإعلامي محمد عبده بدوي، المعروف بأسلوبه الراقي في تناول القضايا الثقافية والإعلامية وحرصه على تقديم محتوى موضوعي هادف، مما جعله يحظى بتقدير واسع بين زملائه وجمهوره. 

استهل بدوي الأمسية بالتعبير عن فخره كونه كان تلميذًا للدكتور سامي سليمان، كما نقل اعتذار الدكتور حسين حمودة عن الحضور، وحرص على تقديم نبذة عن الفائزين بالجائزة لهذا العام، وهم:

الدكتور حسين حمودة، ناقد أدبي وأستاذ الأدب العربي، يتميز برؤية تحليلية عميقة تجمع بين الدقة الأكاديمية والحس الإبداعي. له بصمات واضحة في دراسة الرواية والقصة القصيرة، حيث يسهم في تسليط الضوء على التيارات الأدبية الحديثة.  

الدكتور سامي سليمان، يُعد أحد أبرز الباحثين في مجال النقد الأدبي، إذ يمتلك قدرة متميزة على تحليل النصوص الأدبية واستكشاف أبعادها الجمالية والفكرية. 

يرى الدكتور سامي أن جائزة الدولة التقديرية تُمنح بعد التأكد من أن الحاصل عليها قدم إسهامات حقيقية في إثراء الساحة الأدبية، معتبرًا أنها ليست مجرد تكريم، بل اعتراف بمسيرة طويلة من البحث والتأمل. وقد دفعه ذلك للتعمق في دراسة الأدب العربي القديم والإجابة عن أسئلة جوهرية، منها:  

كيف تؤثر الثقافة العربية في الإنسان؟  

ما موقع تراثنا الأدبي في الثقافة الحديثة والمعاصرة؟  

كيف تفاعلت الثقافة العربية مع الثقافة الأوروبية؟  

كيف تصبح الثقافة العربية معبرة عن الإنسان العربي وعن الإنسانية بشكل عام؟  

وأكد أن الكتابة الصحيحة تحتاج إلى قراءة صحيحة، لأن اكتساب مهارات الكتابة بتقنياتها المختلفة يعتمد على القراءة العميقة. 

وذكر أنه في المرحلة الإعدادية كان يواجه صعوبة في إيجاد مرادفات لما يقرؤه، لكنه أصرّ على تطوير أدوات قراءته وكتابته حتى أصبح متخصصًا. 

كما شدد على أن اللغة العربية هي أقدم اللغات الإنسانية، وناشد بضرورة غرس أهمية هذه اللغة لدى الأطفال.  

الدكتورة غراء مهنا، باحثة وأستاذة مرموقة في الدراسات الأدبية، تتميز بإسهاماتها الثرية والمميزة في مجال اللغة الفرنسية والأدب المقارن. 

على مدار مسيرتها الأكاديمية التي تمتد لأكثر من نصف قرن، قدمت أكثر من 100 كتاب باللغتين العربية والفرنسية، بالإضافة إلى العديد من الدراسات والأبحاث التي نشرتها في أكثر من 12 دولة.  

تتمتع الدكتورة غراء بسمعة أكاديمية مرموقة في مصر والعالم العربي، وتُعد من أبرز الشخصيات الأدبية التي عملت على تعزيز التواصل الثقافي بين الشرق والغرب، خاصة من خلال دراساتها المتعمقة في الأدب الشعبي وأدب المقاومة.  

تخصصت في دراسات الأدب العربي والغربي، ولها رؤية ثقافية موسوعية تدمج بين الفكرين الشرقي والغربي. 

ومن خلال أعمالها الأكاديمية، قامت بترجمة العديد من الأعمال الأدبية بين اللغتين العربية والفرنسية، وركزت على إبراز العلاقات الثقافية والتاريخية بين مصر وفرنسا.  

الجوائز التي حصلت عليها  

وسام فارس الفرنسي: منحته لها الحكومة الفرنسية تقديرًا لإسهاماتها الأكاديمية والثقافية، خاصة في مجال الأدب المقارن والترجمة.  

جائزة الدولة التقديرية المصرية: حصلت عليها تقديرًا لمسيرتها الحافلة بالعطاء في مجال الدراسات الأدبية، وتعتبرها الجائزة الأهم في مسيرتها لأنها جاءت من بلدها الأم، مما يعكس تقدير الدولة المصرية لجهودها الأكاديمية والثقافية.  

جوائز أكاديمية وتكريمات محلية وإقليمية

أشارت الدكتورة غراء مهنا إلى أن جائزة الدولة التقديرية تُعد تتويجًا لمسيرة نصف قرن من العمل الأكاديمي، حيث قدمت أكثر من 100 كتاب في مجالات متعددة باللغتين الفرنسية والعربية. 

ورغم حصولها على عدة جوائز دولية، مثل وسام فارس من فرنسا، إلا أنها تعتبر هذه الجائزة من وطنها هي الأهم في مسيرتها المهنية، نظرًا لأنها تأتي من بلدها الأم. وقد تم ترشيحها للجائزة من جامعة القاهرة وجامعة قناة السويس.  

ردّا على سؤال: كيف تفاعلت الثقافة العربية مع الأوروبية؟ أوضحت الدكتورة غراء أن رسالتها للماجستير كانت عن الأدب الشعبي الفرنسي، من خلال دراسة 15 حكاية فرنسية، وقدمت مادة الأدب الشعبي في أقسام اللغة الفرنسية كأدب مقارن. أما رسالتها للدكتوراه، فكانت عن أدب المقاومة، موضحة كيف أن فرنسا كانت مستعمَرة ثم تحولت إلى دولة مستعمِرة، مما انعكس على أدبها. كما قامت بترجمة 15 حكاية مصرية إلى الفرنسية، وبعد عشر سنوات ترجمت قصصًا فرنسية إلى العربية، مشيرة إلى التشابه الكبير بين الثقافتين المصرية والفرنسية والعلاقات الثقافية المستمرة بينهما.  

وردا على سؤال: ماذا بعد الجائزة؟ أكدت الدكتورة غراء أنها ستستكمل مشروعها في الكتابة بالفصحى للأطفال.  

وأعرب الدكتور سامي سليمان عن أمله في أن يُمد الله في عمره ليتمكن من إنجاز عدة مشاريع أدبية مهمة، منها:  

مشروع "دراسة ثقافة الانقطاع"، الذي يبحث في أسباب عدم اهتمام الجيل الجديد من النقاد والمثقفين بما كان موجودًا، وهي ظاهرة تتعلق ببنية المؤسسة الثقافية العربية، ومشروع أدبي عمل عليه لمدة 14 عامًا ويطمح لاستكماله، ومشروع عن العلاقة بين الشعر والسرد في الثقافة العربية المعاصرة، بدأه منذ عام 2005.  

اختتم الإعلامي محمد عبده بدوي الأمسية بالتعبير عن فخره بحضور هذه الكوكبة من النقاد والمفكرين الذين أثروا الحياة الأدبية والثقافية في مصر والعالم العربي. وشدد على أهمية جائزة الدولة التقديرية في تكريم المبدعين الذين كانت لهم بصمات واضحة في الحياة الثقافية، مؤكدًا أن هذه الجائزة تعد شرفًا وتقديرًا للجهود التي قدموها في خدمة الأدب والفكر.  

كما أشار إلى أن هذه الأمسية لم تكن احتفاءً بالجوائز فقط، بل كانت أيضًا احتفاءً بالجهود المستمرة والتفاني في العمل الأكاديمي والنقدي، الذي يسهم في بناء وتطوير الوعي الثقافي العربي.  

اختتمت القاعة الدولية فعالياتها في هذا المحور، على أمل أن تظل هذه الجوائز والفعاليات حافزًا للمبدعين والمفكرين في المستقبل للمساهمة في إثراء الحياة الأدبية والثقافية في مصر والعالم العربي.

search