سميحة المناسترلي: اليوم وليس غدا.. حان وقت حل القضية الفلسطينية

نعم بعيدا عن معاناة طالت أكثر من سبعين عاما، قدمت فيها مصر وكل عربي التضحيات المستمرة دون انقطاع للحفاظ على حق الشعب الفلسطيني وحمايته على أرضه الغالية، واليوم نمر بأخطر مرحلة يتعرض فيها شعب فلسطين لحرب إبادة على يد قاتل لطخت يده ويد جيشه بدماء الأطفال، والشيوخ والنساء والشباب، قاتل لا يرحم كطاعون استشرى بالمنطقة العربية انطلاقا من أرض فلسطين، عاشق لرائحة الدماء، تخطى مرحلة الإعتداء على الدول من أجل ثرواتها ومواقعها، وذهب إلى مرحلة التلذذ بالقتل ونشر الدمار، إنه يمر بمرحلة شهوة "انتصار الشر" .

فكان يستمد قوته من مساندة شخصية مريضة مثله، فعرف تماما كيف يشيطن فكر رئيس أكبر قوة بالعالم ويسخره لصالح أهدافه قبل تركه لمنصبه بلا رجعة، نعم هذا ما نعانيه ويشاهده العالم، رافضا ممارسات هذا الشر المستطير، الذي يحياه شعب فلسطين، الأمر الذى أثر على المنطقة العربية كلها، خاصة خلال العام المنصرم إلى اليوم .

لقد مررنا بفترات هدن ومفاوضات عديدة، لكن بلا طائل وكأنها "مسكنات" ولكنها ليست شفاء ولا حل جذري للقضية، فدعونا نعترف أن هناك عوامل قد أثرت في عدم الوصول لحل لإنهاء القضية قبل اليوم، وعلى رأسها عدم التوافق الفعلى بين الحكومات العربية على "قرار واحد جريء" والصمود كقبضة يد واحدة قوية، مطالبين بقوة لإنهاء القضية وحل الدولتين، جاء هذا نتيجة لوحشية الطرف الإسرائيلى المحتل للأراضي الفلسطينية والقيام بعمليات ابادة للشعب المسالم صاحب الحق الأصيل، بل زاد من جنون المحتل وفجره اتخاذ قرار أحادي بتهجير الشعب الفلسطيني قسرا أو طوعا خارج دولته .. إنه الجنون عزيزى القارئ !!

هنا فقط كان القرار المصري للرئيس عبد الفتاح السيسي مدعوما من شعب مصر بالكامل، برفض قرار تهجير شعب فلسطين من على أرضه، أوتجاهل حقه الأصيل بالعيش عليها وعدم التفريط فيه وهذا تأيداً لكلمة الرئيس: " إن ترحيل الشعب الفلسطيني وتهجيره ظلماَ لا يمكن المشاركة فيه" ، فخرجت الجماهير المصرية من جميع محافظات مصر تؤيد القرار المصري لصالح حقوق الشعب الفلسطيني .

وكان الموقف الصريح المشرف من الدول العربية والذى ترجم في الإجتماع الفوري لوزراء الخارجية العرب تضامنا مع القرار المصري والذى شاركت فيه المملكة الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة قطر وجمهورية مصر العربية والسيد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن دولة فلسطين، والسيد أمين عام جامعة الدول العربية، متفقين على الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن وتقدير دور الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر، التطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأمريكي" دونالد ترامب" لتحقيق السلام العادل الشامل في الشرق الأوسط، وفقا لحل الدولتين والعمل على إخلاء المنطقة من النزاعات، العمل على إتمام وتنفيذ الإتفاق بلا عوائق، التأكيد على دور الإنروا "الغوث" وعدم تجاوزها أو تحجيم دورها، مناشدة المجتمع الدولي وتضفير الجهود لإعادة اعمار قطاع غزة بأسرع وقت ومساعدتهم على التعافي وإعادة التأهيل، والعمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولى مهامها بفطاع غزة باعتبارها جزء من الأرض المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، رفض أي محاولات لتفليص دورها الأصيل، الترحيب باعتزام مصر - تعاونا - مع الأمم المتحدة استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، ودعوة المجتمع الدولي والمانحين للإسهام في هذا الجهد، مناشدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والقوى الإقليمية والدولية من أجل بدء التنفيذ الفعلى لحل الدولتين، بما يضمن معالجة جذور القضية وانهاء حالة التوتر بالشرق الأوسط وفقا لقرارت الشرعية الدولية وخطوط الرابع من يونيو لعام 1967م، والمشاركة الفعالة بالمؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا والمقرر عقده في يونيو 2025م.

من هنا أناشد جميع الأطراف العربية بممارسة سياسة الاستمرار بالمتابعة مع الإدارة الأمريكية، والترويج الإعلامي واسع الإنتشار لتعظيم وتوضيح الحق الفلسطيني، فاضحين الوجه القبيح لإسرائيل بالصوت والصورة، والكل غني عن التعريف بإنها "حرب اعلامية شديدة"، نريدها حملة قوية فاضحة كاشفة، فإنها قضية حفاظ على الحقوق، وحماية للإنسانية، وتجنباً لقيام حروب لا يعلم مداها سوى الله.

علينا أن نكون جميعا جنود مخلصة للقضية، خاصة اليوم وقبل الإجتماع القادم بالولايات المتحدة الأمريكية ما بين الرئيس الأمريكي وشيطان العصر سافك الدماء "طاعون الشرق الأوسط" الذي يمتلك القدرة على المناورة بالحوار، ولى الحقائق للوصول لأهدافه الحقيرة، وأهمها محاولة الهرب من محاكمات الفساد مع ثلة الفاسدين التى تنتظره اذا انتهت القضية والحرب القائمة .. !

 تحيا مصر وعاش وطننا الغالي على كلمة الحق و على قوة واحدة.