عالم الأزياء.. رحلة في تاريخ الموضة ".. عندما تصبح الأنوثة سلعة

الإثنين، 03 فبراير 2025 02:47 م

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

على ابو دشيش

هل الموضة تعبير عن الحرية أم شكل آخر من أشكال الهيمنة؟ هل هي فن وإبداع أم مجرد أداة تسويقية تخضع لسلطة السوق؟ في كتابها "عالم الأزياء – رحلة في تاريخ الموضة"، تقدم الكاتبة باربارا فينكن رؤية نقدية عميقة لعالم الأزياء، مستعرضةً كيف تحولت الموضة من مجرد تعبير عن الذوق الشخصي إلى قوة اجتماعية وسياسية تحدد موقع المرأة في المجتمع.

تتناول فينكن أفكار مجموعة من المفكرين والفلاسفة، مثل بورديو، نيتشه، زولا، لوس، فلويجل، فوكس، فيبلين وزيميل، الذين رأوا في الموضة الغربية نظامًا يحتاج إلى إصلاح جذري، بل إن بعضهم دعا إلى التخلص منها تمامًا. في نظرهم، كانت الموضة عبر التاريخ أداة لتصنيف المرأة، إما كجسد مستهلك يستعرض ثراء أسياده، أو كعاهرة تبحث عن أعلى سعر.

ورغم مرور قرون من التغيير، ورغم ما يُقال عن "تحرر المرأة"، لم تفلح محاولات إعادة تشكيل الأزياء النسائية بطريقة عقلانية أو جماعية كما حدث مع الرجال عبر "البدلة"، بل بقيت الموضة النسائية أسيرة منطق الجاذبية الجنسية، وكأنها لم تكن يومًا صناعة قائمة على الاختيار، بل على التحكم في نظرة المرأة لنفسها.

ترى فينكن أن الرأسمالية الحديثة لم تفرض الهيمنة على المرأة بالقوة، بل استعمرتها من الداخل، وحوّلت رغبتها في التحرر إلى سوق ضخم لا يلبّي الاحتياجات بقدر ما يصنع الرغبة في الاستهلاك. وتماشياً مع رؤية الكاتب الفرنسي إميل زولا، تصف كيف تحولت المتاجر الكبرى إلى "جنة النساء"، حيث تصبح الأنوثة سلعة وتصبح السلعة أنثوية، وحيث لا شيء أهم من الفرجة على الجسد.

كتاب لا غنى عنه لمحبي الموضة بعيون ناقدة

إذا كنت تظن أن الموضة مجرد أقمشة وقصّات جميلة، فهذا الكتاب سيغير نظرتك تمامًا. فهو ليس فقط استعراضًا تاريخيًا للأزياء، بل تحليل ثقافي وفلسفي عميق يكشف كيف تتداخل الموضة مع السياسة، الاقتصاد، والجنس. بأسلوب سلس وتحليل جريء، تضع باربارا فينكن يدها على الجروح التي يخفيها بريق الموضة، وتسأل أسئلة قد تبدو محرجة لكنها ضرورية لفهم هذا العالم.

يمكنك اقتناء "عالم الأزياء – رحلة في تاريخ الموضة" الآن من دار الترجمان، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، صالة 2، جناح A36.

search