في ذكرى وفاتها.. محطات في حياة الفنانة نادية لطفي

الثلاثاء، 04 فبراير 2025 12:20 م

نادية لطفى

نادية لطفى

إبراهيم الدسوقي

تمر اليوم الثلاثاء، ذكرى رحيل الفنانة نادية لطفي، أيقونة السينما المصرية والعربية وإحدى أبرز النجمات اللاتي حفرن أسماءهن بأحرف من ذهب في تاريخ الفن العربي.

ولدت نادية لطفى بحي عابدين في محافظة القاهرة يوم 3 يناير 1937 واسمها الحقيقي "بولا محمد مصطفى شفيق" حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، وكان والدها يعمل محاسبا، وكان مهتما بالفن والسينما، فورثت عنه هذا الحب.

وقفت على مسرح المدرسة في العاشرة من عمرها؛ لتواجه الجمهور لأول مرة.. كما درست في مدرسة راهبات الفرنسيسكان ثم التحقت بالمعهد الألماني، قبل أن يكتشفها المخرج رمسيس نجيب، الذي رأى فيها نجمة صاعدة واختار لها اسم نادية لطفي، مستوحًى من شخصية "نادية" في رواية إحسان عبد القدوس "لا أنام".

كان لها العديد من الهوايات أولها الرسم، ثم التصوير الفوتوغرافى والكتابة، وقدمت أول أعمالها في السينما عام 1958 من خلال فيلم "سلطان"وبعدها توالت رحلة تألقها الفني والسينمائي. 

سطع نجم الفنانة نادية لطفي، خلال فترة الخمسينيات والستينيات، حيث قدمت مجموعة من أنجح الأفلام في تاريخ السينما المصرية، ودخلت أفلامها قائمة أفضل 100 فيلم سينمائي، حيث استحوذت على 6 أفلام ضمن تصنيف أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي "الناصر صلاح الدين، المستحيل، أبي فوق الشجرة، الخطايا، السمان والخريف، والمومياء التي ظهرت خلاله كضيفة شرف.

وأدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في بداية العام الجاري، اسم الفنانة نادية لطفي، في مشروع "عاش هنا"، إذ تم وضع لافته تحمل اسمها وعنوانها لكي يتذكرها الأجيال، على باب منزلها في منطقة جاردن سيتى.

ومن أبرز أعمالها: الخطايا (1962) مع عبد الحليم حافظ، حيث قدمت دور الفتاة الحالمة والرومانسية.. وأبي فوق الشجرة (1969) الذي يُعد من أنجح أفلام عبد الحليم حافظ، النظارة السوداء (1963) المقتبس عن رواية لإحسان عبد القدوس، والذي أظهر قدرتها على تقديم الأدوار المركبة. السمان والخريف (1967)، أحد أعظم الأفلام المأخوذة عن أدب نجيب محفوظ.. لا تطفئ الشمس (1961) حيث تألقت بدور يجسد تعقيدات الحياة الاجتماعية، ولم تقتصر موهبتها على الرومانسية فقط، بل أثبتت جدارتها في أدوار سياسية واجتماعية، مثل فيلم القاهرة 30 (1966)، الذي عكس واقع الفساد السياسي في تلك الحقبة.

لم تكن نادية لطفي مجرد ممثلة، بل كانت نموذجًا للنجمة صاحبة المواقف الوطنية والإنسانية، خلال حرب أكتوبر 1973، زارت الجبهة لدعم الجنود، وسجلت بكاميرتها أحداث الحرب؛ مما جعلها واحدة من الفنانات القلائل اللواتي قدمن دعمًا عمليًا للوطن، ودافعت عن القضايا الفلسطينية، وسجلت مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 بكاميرتها الشخصية، مما أثار اهتمام الإعلام العالمي.

الفنانة نادية لطفي رحلت عن عالمنا يوم 4 فبراير 2020، لكنها تركت بصمه وإرثًا فنيًا خالدًا جعلها رمزًا للإبداع والموهبة.

search