القاعة الرئيسية تستضيف الكاتب والروائي "أمين الزاوي" لمناقشة أعماله
الثلاثاء، 04 فبراير 2025 06:55 م
معرض القاهره الدولي للكتاب
محمد ابو دشيش
استضافت القاعة الرئيسية ضمن فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة حول إشكالية الكتابة الروائية باللغتين العربية والفرنسية في التجربة الجزائرية، وكان ضيفها الكاتب الجزائري الدكتور أمين الزاوي.
أدار الجلسة الكاتب الصحفي سيد محمود، وشاركته في النقاش المترجمة والناقدة والكاتبة أميمة صبحي، التي حاورت الزاوي حول أبرز أعماله الروائية.
في مستهل الندوة، رحب سيد محمود بالحضور قائلاً: "نحن اليوم أمام ندوة مميزة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ونلتقي مع الكاتب والمفكر الدكتور أمين الزاوي. ويسعدني أن تكون معي الكاتبة والمترجمة أميمة صبحي، وهي مفكرة حازت على عدة جوائز، كان آخرها جائزة نجيب ساويرس عن مجموعة قصصية قبل عامين".
كما أشار إلى أن الزاوي يعد أحد أبرز المفكرين والروائيين الجزائريين، حيث تولّى عدة مناصب ثقافية، من بينها إدارة المكتبة الوطنية في الجزائر، إلى جانب إسهاماته في الصحافة عبر مقالاته في صحيفة "إندبندنت"، كما أصدر عدداً من الروايات بالعربية والفرنسية، من أبرزها: الساق فوق الساق، منام القيلولة، والأصنام.
بدورها، عبرت أميمة صبحي عن سعادتها بالحضور، مشيرةً إلى أنها قرأت روايتي منام القيلولة والأصنام للزاوي، اللتين صدرتا عن دار العين في مصر.
وخلال حديثها عن منام القيلولة، أوضحت أن الرواية تتناول هشاشة الإنسان والقوة الكامنة فيه، حيث يخيَّل للقارئ أن الشخصيات مصابة بالجنون، لكن يتضح في النهاية أنها عبقرية، مثل شخصية "العمة مسعودة القارح". وسألت الزاوي عن طبيعة هذه الشخصية ودورها المحوري في الرواية، إلى جانب شخصية "عبد القادر المخ".
من جانبه، عبر الزاوي عن سعادته بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب للمرة الأولى، مقدماً شكره لهيئة الكتاب على الدعوة.
وأوضح الزاوي أن شخصية "مسعودة القارح" تجسّد قوة المرأة في هشاشتها، فهي رمز "للقوة الناعمة"، إذ تحمل على عاتقها أعباء التاريخ والجغرافيا، لكنها لا تستسلم. استلهمها من واقع حقيقي، إذ عرف هذه الشخصية منذ طفولته وتابعها باندهاش.
وأضاف أنه في الرواية، تعيش "مسعودة" مأساة خلال الثورة الجزائرية، حيث يُغتال زوجها بتهمة الخيانة، فتنتقم من قاتله وتذبحه أمام ابنها، مما يصيبه بصدمة نفسية، أما الابن الثاني، فهو شخصية عبقرية لكنه يتعرض للقمع الاجتماعي، مما يؤدي إلى إصابته بالجنون لاحقًا، قبل أن يُغتال خلال مواجهته للقوى الإرهابية.،في لحظة مأساوية، يحتفظ الأخ الأكبر بالسكين الذي شهد مقتل الأب، وكأنها أداة لليقظة من الصدمة.
وأشار الزاوي، أن شخصية "حليمة النوري"، ابنة مسعودة، تمثل الجيل الثاني الذي تلقى التعليم، لكن الزاوي يرى أن "التعليم ليس كل شيء، فالحياة تعلّم أكثر من المدرسة"، وتنتقل حليمة من قريتها الجزائرية الصغيرة إلى مدينة أوروبية كبيرة، وتتمكن من التأقلم رغم التحديات، لكنها تظل مثقلة بذكريات شقيقها المجنون، الذي حاول الاعتداء عليها. يصف الزاوي هذه الشخصية بأنها امتداد للأم، ولكن وفق معايير أخرى.
وعند سؤاله عن حضوره القوي للعائلة في أعماله، أكد الزاوي أن الأسرة تشكل نواة المجتمع، ولا أحد يفلت من سلطتها. وأشار إلى أنه نشأ وسط سبع أخوات كنّ بمثابة "سلطانات"، وأن والده لم يكن يرفع صوته عليهن، ما جعله يؤمن بأن "المرأة تعيش بسلوك أخلاقي راقٍ، لكن في الوقت ذاته بحرية ومسؤولية".
كما أشار إلى أن والديه عاشا 64 عامًا من الحب والتفاهم، وهو ما رسخ لديه قناعة بأن الأسرة هي المعلم الأول للأخلاق والاحترام.
وتحدث الزاوي عن روايته الأصنام، مسلطًا الضوء على شخصية "حميميد"، الطفل الذي وُلد يوم الانقلاب في الجزائر، لأب كان من مؤيدي الرئيس بن بلة، وأطلق عليه اسم "حميميد" تيمنًا به، حيث يتعرض الأب للاعتقال، ويعيش في زنزانته مع صرصور يصبح رفيقه الوحيد، في سرد يعكس العزلة والانكسار.
كما ناقش شخصية "مهدي"، الشقيق المخنّث الذي يتعرض للنبذ الاجتماعي، في مجتمع يربط بين الظواهر الطبيعية والأيديولوجيات، إذ أُرجع سبب زلزال مدينة الأصنام إلى وجود المخنثين فيها، ما دفع السلطات إلى تغيير اسم المدينة. يُقتل مهدي لاحقًا، لكن شقيقه ينتقم له في نهاية الرواية.
أما عن روايته شوينجام (العلكة)، فأوضح الزاوي أنه كتبها بالفرنسية في البداية، وهي واحدة من 15 رواية كتبها بهذه اللغة، وقد تُرجمت أعماله إلى أكثر من 20 لغة. تتناول الرواية إنزال الحلفاء في الجزائر خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يعسكر الجنود في قرية جزائرية، ما يؤدي إلى توتر العلاقة بينهم وبين الأهالي.
ومع مرور الوقت، تبدأ العلاقة في التحسن، وتصبح "العلكة" التي يوزعها الجنود على الأطفال رمزًا للتواصل الثقافي، كما تدخل إحدى الفتيات في علاقة حب مع أحد الجنود، وتتحول الرواية إلى مرآة تعكس وعيًا وطنيًا يتشكل في سياق الاحتلال والتفاعل مع الغرب.
وعند سؤاله عن روايته الساق فوق الساق، أشار الزاوي إلى أنه لم يعد يتذكر تفاصيلها بدقة، لكنه أوضح أنها استندت إلى تاريخ الأندلس وعلاقة الجزائر به، من خلال شخصية تنتمي إلى "المورو"، وهم أحفاد المسلمين الذين عاشوا في إسبانيا قبل سقوط الأندلس.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
الشباب والرياضة تنفذ أنشطة دعم فرق الجوالة والجوالات بمراكز الشباب بمحافظة أسيوط
04 فبراير 2025 05:09 م
"صحة الدقهلية" تغلق 64 منشأة طبية
04 فبراير 2025 03:15 م
محافظ البحيرة تعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 70.13 %
04 فبراير 2025 12:59 م
محافظ كفر الشيخ يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 82.27%
04 فبراير 2025 12:56 م
الأكثر قراءة
-
مصر تُعزز شراكتها الاستراتيجية مع البنك الإسلامي للتنمية بتوقيع اتفاقيتين بقيمة 1.6 مليار دولار
-
تراجع أسعار الغاز الطبيعي فى أوروبا
-
سفير قطر بالقاهرة: "الأونروا" جزء لا يتجزأ من الأدوات الدولية المهمة لمساعدة الشعب الفلسطيني
-
وزير الكهرباء يبحث مع سفير مصر الجديد لدى بكين تعزيز التعاون مع الشركات الصينية
-
وزير الخارجية من أنقرة: نرفض أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف
أكثر الكلمات انتشاراً