مناقشة المجموعة القصصية "ملح على المائدة"

الثلاثاء، 04 فبراير 2025 07:38 م

معرض القاهره الدولي للكتاب

معرض القاهره الدولي للكتاب

محمد ابو دشيش

في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، شهدت قاعة "فكر وإبداع" مساء الثلاثاء ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "ملح على المائدة" للكاتب سمير الفيل. أدار الندوة الكاتب يوسف بدر، وشارك في المناقشة الناقد سيف علي البدري، والكاتب محمد سامي البوهي، حيث تناولوا أهم الملامح الفنية والفكرية التي تميز المجموعة.

استهل الكاتب يوسف بدر الندوة بتقديم مسيرة الكاتب سمير الفيل، الذي ينتمي لمحافظة دمياط، وأوضح أنه بدأ الكتابة منذ صغره، وخاض رحلة أدبية مميزة أنتج خلالها أكثر من 30 عملاً إبداعيًا، شملت الرواية، القصة القصيرة، وأدب الأطفال. وأشار إلى أن الكاتب يحمل روح الطفل في داخله، لكنه يكتب بعين ورؤية الناضج، مما انعكس في كتاباته للأطفال وللكبار على حد سواء.

من جانبه، قدم الناقد سيف علي البدري قراءة نقدية متعمقة للمجموعة، مشيرًا إلى أن العنوان "ملح على المائدة" يعكس رمزية قوية للذات الإنسانية. كما أوضح أن الكاتب استخدم أسلوب الميتاسرد في النص الافتتاحي، حيث أفصح عن ذاته داخل النص، مما يعزز العلاقة بين القارئ والسرد. وأكد أن المجموعة تعتمد على خلط الواقعي باللاواقعي، حيث يقدم الكاتب نصوصًا تبدو واقعية لكنها تحمل أبعادًا سردية تتجاوز الواقع إلى التأمل الفلسفي.

وأضاف أن الكاتب يعيد التأمل في فكرة الموت، حيث تظهر هذه الفكرة في جميع القصص تقريبًا، لكنه يطرحها بأسلوب ساخر وتأملي في الوقت ذاته، مقدمًا رؤية فلسفية عميقة عن الوجود والضمير الإنساني. كما أشار إلى أن النصوص تحمل خطابًا تأمليًا يعتمد على التساؤل، مما يجعل القارئ مشاركًا في بناء النص وليس مجرد متلقٍ له.

في سياق متصل، تحدث الكاتب محمد سامي البوهي عن الأسلوب التصويري للكاتب، مشيرًا إلى أن سمير الفيل يتمتع بقدرة توثيقية دقيقة، حيث يوظف خبراته الحياتية في بناء شخصياته، مما يضفي على النصوص واقعية حية. كما أوضح أن الكاتب يعتمد على لغة تمزج بين العامية القريبة من الفصحى، مما يمنح النص طابعًا شعريًا سلسًا.

وأشار إلى أن الكاتب يولي اهتمامًا كبيرًا بالبيئة المحلية في دمياط، حيث يوثق العادات، الأطعمة، والحياة اليومية للبسطاء، وهو ما يظهر في قصص تحمل عناوين مثل "رز وعدس". كما لفت إلى أن العنوان نفسه "ملح على المائدة" يحمل دلالات متناقضة بين المتعة والشقاء، مما يعكس طبيعة الحياة نفسها.

في ختام الندوة، تحدث الكاتب سمير الفيل عن تجربته الشخصية، مشيرًا إلى أن "مقهى العيسوي" في دمياط كان دائمًا مصدر إلهامه، حيث يجتمع فيه مع أصدقائه من الأدباء والكتاب. واستعرض بداياته الأدبية، التي انطلقت بعد مشاركته في حرب الاستنزاف، حيث كتب أولى قصصه عن تجارب الحرب، وحصل على المركز الأول في مسابقة مجلة صباح الخير. كما أوضح أنه كتب خمس مجموعات قصصية عن الحرب، استند فيها إلى شهادات حقيقية من أسر الشهداء.

وختم حديثه قائلاً: “أنا أحب الكتابة، وأهتم بانسيابية النص وبساطته، لأن الكاتب الذي يكتب ببساطة يصل إلى قلوب الناس بسهولة.”

اختتمت الندوة بتفاعل الحضور، الذين أثنوا على المجموعة القصصية "ملح على المائدة"، وأشادوا بقدرة الكاتب على دمج التجربة الشخصية بالخيال السردي، مما جعل النصوص تحمل عمقًا إنسانيًا وفكريًا كبيرًا.

search