أبو الليف: أختار أغنياتي بعناية ولا أبحث عن الظهور فقط

الثلاثاء، 11 فبراير 2025 01:34 م

أبو الليف

أبو الليف

إذا كنت من محبي الفن الأصيل الذي يمزج ما بين الواقع والخيال، فلا بدّ من أنك قد سمعت عن نادر أنور جابر المعروف بـ "أبو الليف"، الفنان الذي جعل من المونولوغ أسلوبًا فنيًا خاصًا به. لا يقتصر أبو الليف على الغناء وحسب، بل يتقن فنّ إلقاء الحكايات عبر الألحان والكلمات، ليحوّل كلّ أغنية إلى قصة تلامس القلوب. بدايته كانت متأثّرة بوالده الذي كان عازفًا في فرقة أم كلثوم، حيث كان يرافقه إلى الحفلات والبروفات. بدأ أبو الليف من الشوارع والحارات ليصنع لنفسه مكانًا في قلوب جمهور عريض، وها هو اليوم يواصل تقديم ما يحبّ ويؤمن به، بصوتٍ يحمل في طياته سحرًا خاصًا. بين الدويتو مع حنان عطية، وأغنياته الشهيرة التي لاقت محبة الجماهير، يظلّ أبو الليف فنانًا يختار بحرص ما يقدّمه لجمهوره، ويترك بصمته الفنية أينما حلّ.

من كان ملهمك في الحياة؟ وهل كنت ترغب دائماً في أن تصبح فنانًا؟

قدوتي هو والدي الذي كان يعمل عازفًا في فرقة أم كلثوم. كنت أذهب معه إلى الحفلات والبروفات، ومن هنا بدأت أحب الفن. بناءً على ذلك، التحقت بالكونسرفتوار، ثم انتقلت إلى الحياة العملية، وبدأت أغني في الشوارع والحارات. حتى أنني قدمت أول كوكتيل موسيقيّ بعنوان "صيف ساخن جدًا" عام 1991، وتضمّن عدّة أغانٍ، منها "الأستاذ" التي لاقت انشتاراً كبيرًا.

ما سبب تسميتك بـ "أبو الليف"؟

اسمي ليس "أبو الليف"، بل كان "أبو الليف كينج كونج" هو اسم الألبوم الأول لي، والناس ظنّت أن هذا هو اسمي.  

هل تواجه تحدّيات في الوقت الحالي مقارنة بالأوقات السابقة في ظل التغيرات في سوق الموسيقى؟

بالطبع، لأنني أقدّم الفكرة للمؤلف ليكتب عنها، وإذا لم تلقَ إعجابي، أجلس مع المؤلف ونتشاور حتى تصبح مرضية لي فأتمكّن من تقديمها للجمهور.

أبو الليف يختفي كثيرًا ثم يعود للظهور، وعندما يظهر يفرح الناس كثيرًا

الأمر ليس قصة ظهور أو اختفاء، فليس هناك أمر جميل أقدّمه لجمهوري الذي أقدره وأحبّه. وعندما أجد أمرًا جميلًا يمكنني تقديمه، أقدّمه فورًا. أخيراً، في رأس السنة، قمت بتقديم دويتو مع حنان عطية، وقبلها قدّمت "زنانة" على قناة مزيكا، وأيضًا "الدنيا بنك". أنا حاضرٌ، لكن الجمهور لا يتابع ولا يبحث عن قناتي على اليوتيوب.

يقول جمهورك إن صوتك جميل، ولكنك تظلم نفسك بنوع الغناء الذي تقدّمه. ما رأيك في هذا الموضوع؟

منذ بداية عملي وأنا أختار هذا النوع من الأغاني. هذا الكلام ليس جديدًا، بل من عام 2009 وأنا أقدم نقدًا موضوعيًا على شكل مونولوغ، وليست مونولوجيست. هناك فرق بينهما. أنا أقدّم فن المونولوغ حيث أتناول مشكلة وأحلّها، وأتحدث عن الواقع، وهذا هو معظم ما أغنّيه. لم أظلم نفسي، لأنّ الله هو من يقسم الأرزاق، وما عليّ إلا أن أسعى وأذهب هنا وهناك وأحاول، لكن الله لم يُرد لي ذلك.

لماذا تجد نفسك دائماً في صراع مع الآخرين، رغم أن لديك قبولًا كبيرًا من الجمهور؟

الأصابع لا تتشابه، ولكن أعداء النجاح هم الذين يقومون بمهاجمتي، ومن بينهم من مددت يدي إليهم، وتسلّقوا على أكتافي. ومع ذلك، أنا مستمرّ في طريقي، وليس لي أي علاقة بهم.

من هو الفنان الذي تشعر أنه تعرض للظلم مثلك؟

بهاء سلطان ظُلم لكن لديه حضوراً ويحارب، وأيضا محمد محيي، لكنه للأسف اختفى.

إذا كان بإمكانك القيام بديو فمع أيّ فنان؟

حاولت التواصل مع هيفاء وهبي لكنها لم تردّ، ربما اعتقدت أنّني أعاكسها. 

هل فكرت في استغلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط لطرح أغانيك ولكن أيضًا للتقرب أكثر من جمهورك؟

لست ملمًا بمواقع التواصل الاجتماعي، وأعتبر نفسي من الجيل القديم. اكتفي بتنزيل كلّ ما هو جديد فقط على اليوتيوب.

كيف ترى تأثير المهرجانات على سوق الغناء في مصر؟ وهل تعتقد أنها ستؤثر على الأجيال القادمة من الفنانين؟

ستؤثر كما أصبحت مؤثرة اليوم على الفن الأصيل الشرقي الذي نقدّمه. الآن، فن المهرجانات موجود في الحفلات والأعراس، حيث يريد الشباب المهرجانات. أنا لا أهاجمهم، ولكن عليهم أن يقدّموا محتوى يليق بالفن والحضارة والتاريخ المصري. الناس تحبهم بأسلوب وحش، أما أنا فأرغب في أن يحبهم الناس بأسلوب راقٍ ونظيف، وأن يقدّموا رسالة.

هل هناك شيء كنت تودّ تغييره في مسيرتك الفنية لو عاد الزمن بك؟

استحالة، أنا أحبّ الفن، ولا أقدّم أيّ شيء مفتعل أو مبتذل، ولا أقدّم أيّ شيء خادش للحياء. وأيّ شيء يمكنني تقديمه يكون مناسبًا لأن أقدمه أمام عائلتي ولمن حولي

search