يوسف معجزة العود يكشف أسرار أغاني أم كلثوم في ندوة فنية ملهمة

السبت، 15 فبراير 2025 12:46 م

ندوة فنية استثنائية مع الموسيقي المبدع يوسف،

ندوة فنية استثنائية مع الموسيقي المبدع يوسف،

على ابو دشيش

في ندوة فنية استثنائية، وقف الموسيقي المبدع يوسف، الملقب بـ”معجزة العود”، أمام جمهور من النقاد والفنانين والصحفيين ليسلط الضوء على أسرار أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، متناولاً علاقتها برواد الموسيقى الكلاسيكية الشرقية، رياض السنباطي والشيخ زكريا أحمد.

بدأ يوسف حديثه بالإشادة بعبقرية أم كلثوم، التي وصفها بأنها “ظاهرة فنية خالدة تتجاوز حدود الزمن”. ثم انطلق في تحليل موسيقي دقيق لأبرز الأغاني التي تعاونت فيها مع كل من السنباطي والشيخ زكريا أحمد، متطرقًا إلى الأساليب الموسيقية التي جعلت هذه الروائع تتربع على عرش الأغنية العربية.

علاقة أم كلثوم ورياض السنباطي: انسجام النغم والكلمة

تحدث يوسف بإعجاب عن العلاقة التي جمعت أم كلثوم ورياض السنباطي، والتي أسفرت عن أغنيات خالدة مثل الأطلال ورباعيات الخيام. أوضح كيف استطاع السنباطي ترجمة إحساس أم كلثوم إلى مقطوعات موسيقية تحمل روحًا درامية قوية، وشرح تفاصيل لحنية محددة تبرز براعة السنباطي في الانتقال بين المقامات بشكل سلس ومبتكر.

ثم قدم يوسف عزفًا حيًا على العود لبعض من هذه المقاطع، مظهرًا كيف يمكن للعود أن يكون وسيلة لفهم أعمق لأسرار هذه الألحان. كان لعزفه تأثير ساحر على الجمهور، الذين شعروا بأنهم يسمعون الأغاني بروح جديدة تمامًا.

أم كلثوم والشيخ زكريا أحمد: لقاء العبقرية العفوية

انتقل يوسف للحديث عن الشيخ زكريا أحمد، الذي أضفى على أغاني أم كلثوم طابعًا شعبيًا ممتزجًا بالعمق الموسيقي، كما في أغنيات حبيبي يسعد أوقاته وهو صحيح الهوى غلاب. شرح يوسف كيف اعتمد زكريا أحمد على مقامات شرقية تقليدية، لكنه كان يضيف لمسات عفوية تجعل اللحن قريبًا من القلب.

أبرز يوسف أيضًا التباين بين أسلوبي السنباطي وزكريا أحمد، وكيف نجحت أم كلثوم في المزج بينهما لخلق تجربة فنية فريدة، مشيرًا إلى أن هذا التنوع كان أحد أسرار نجاحها الباهر.

رؤية فنية تتجاوز الماضي

ختم يوسف الندوة برسالة مؤثرة أكد فيها أن أم كلثوم لم تكن مجرد مطربة، بل كانت مدرسة موسيقية متكاملة. وأشار إلى أن فهم أعمالها بعمق يساعد الموسيقيين على استلهام رؤى جديدة في الإبداع.

نالت الندوة إعجاب الحضور الذين وصفوها بأنها “تجربة فنية تثقيفية بامتياز”، مؤكدين أن يوسف أضاء جوانب خفية من روائع أم كلثوم بفضل حسه الموسيقي المرهف ومهارته الفريدة في العزف على العود. لم يكن يوسف مجرد عازف أو محلل موسيقي، بل كان بحق صوتًا ينقل روح التراث إلى المستقبل بحب وإتقان.

search