كلمة رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أمام القمة العربية الطارئة بشأن غزة

الثلاثاء، 04 مارس 2025 09:49 م

كلمة رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أمام القمة العربية الطارئة بشأن غزة

كلمة رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أمام القمة العربية الطارئة بشأن غزة

خلال القمة العربية الطارئة بشأن غزة قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أصحاب السمو الملكي، أصحاب الجلالة، أصحاب السعادة، السيدات والسادة

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي،

رمضان كريم

اسمحوا لي أن أستهل كلمتي بشكر فخامتكم على دعوة الاتحاد الأوروبي لحضور هذا اللقاء المهم إذ يحاول المجتمع الدولي و الدول العربية أن تعطي أملاً لملايين الفلسطينيين في غزة، و الضفة الغربية، و في الخارج. و أن يضع حداً للمعاناة المروعة التي شهدناها جميعاً على مدار العام و نصف العام الماضيين.   

فالاتحاد الأوروبي ملتزم التزاماً تاماً بالمساهمة في إحلال السلام في الشرق الأوسط. ملتزم بحل الدولتين حيث تستطيع فلسطين و إسرائيل العيش جنباً إلى جنب في سلام و أمن. بمنأى عن تهديدات الإرهاب. و ملتزم بدعم مجهودات الدول العربية و السلطة الفلسطينية كما كنا دائماً. 

فلم يكن أبداً احترام ميثاق الأمم المتحدة، و النظام الدولي القائم على القواعد، و القانون الدولي على المحك كما هو اليوم.

و اسمحوا لي أن أكون واضحا. فالاتحاد الأوروبي يرفض رفضاً قاطعاً أي محاولة لإحداث تغييرات سكانية أو إقليمية. في غزة. أو في أنحاء أخرى من العالم. أو في أي مكان. اتساقاً مع ميثاق الأمم المتحدة. و القانون الدولي. و مبادئنا الأساسية. و قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. 

و الاتحاد الأوروبي يدعو كافة الأطراف لوقف إطلاق النار و الالتزام باتفاقية إطلاق سراح الرهائن انطلاقا من الوفاء بتنفيذ التزاماتهم بالكامل.

إننا نشيد بدور كافة الأطراف المشاركة في جهود الوساطة، و على الأخص مصر و قطر. آملين أن تكون المحادثات بشأن المرحلة الثانية ناجحة.

و هذا في غاية الأهمية. ليس فقط للسماح بإطلاق سراح كافة الرهائن و المعتقلين. بل أيضاً لضمان فتح طريق مؤدي لوقف الاعتداءات وقفاً دائماً. و للتوصل لحل سياسي يشمل غزة و الضفة الغربية. طريق يحترم القانون الدولي، و القانون الإنساني، للسماح للإغاثة الإنسانية بالوصول للفلسطينيين و المدنيين الواجب حمايتهم.

و الاتحاد الأوروبي و دوله الأعضاء داعمون لهذه الأهداف. من خلال زيادة الإغاثة الإنسانية. و ذلك بإيفاد بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية عند معبر رفح.

كما أن دعمنا للسلطة الفلسطينية دعما راسخا. فالاتحاد الأوروبي يدعم إصلاح جدول أعمال السلطة الفلسطينية. إذ سيؤدي دورا حيوياً في إدارة غزة.

بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الاتحاد الأوروبي كافة الآليات الممكنة في هذا الخصوص، بما في ذلك المجهودات الدبلوماسية وجها لوجه مع إسرائيل و فلسطين. و أيضاً من خلال التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين.

و الاتحاد الأوروبي ملتزم التزاما راسخا بإعادة إعمار غزة يداً بيد معكم و مع كافة الشركاء الآخرين في أنحاء العالم.

و ينبغي أن تغطي أي خطة إعادة إعمار مجدية كافة المسارات، و خاصة إعادة الإعمار، و الحوكمة، و الأمن.

شكراً لمصر و الشكر موصول أيضا لكافة الأطراف التي ساهمت في رسم الخطة المقدمة اليوم.

و الاتحاد الأوروبي على أهبة الاستعداد لتقديم دعم ملموس. فعلينا أن ننفذ هذه الخطة معاً: الاتحاد الأوروبي، و شركاؤه في العالم العربي و المجتمع الدولي. 

هي الأوقات العصيبة التي تعول فيها على الشركاء و الأصدقاء الذين تجد فيهم ملاذاً آمناً و متكأً. فالتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط جعلت الجامعة العربية و أعضائها أوثق صلة بالاتحاد الأوروبي. فنحن شركاء، نعمل على حل التوترات و معالجة التحديات التي نواجهها في المنطقة. 

أدعو أن تتنزل علينا في شهر رمضان المبارك نفحات السلام الذي نتطلع إليه جميعاً. في الشرق الأوسط و في العالم أجمع.

search