نيويورك تايمز: ترامب يواجه معضلة تهديد حربه التجارية لإجراء أي مفاوضات مع الصين

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 02:19 م

دونالد ترامب

دونالد ترامب

إبراهيم الدسوقي

ذكرت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه معضلة تتمثل في أن الحرب التجارية التي فرضها تُهدد إجراء أي مفاوضات أخرى مع الصين .

وقالت الصحيفة، في تحليل نشرته اليوم الثلاثاء، إن ترامب يراهن بكل قوته على الفوز بفرض رسوم جمركية على الصين. لكن هذه الحرب تُهدد بخنق المفاوضات حول قضايا أخرى مثل الفنتانيل، وتيك توك، وغيرها .
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب تولى منصبه مُبديا رغبته في التعامل مع الرئيس الصيني شي جين بينج بشأن مجموعة من القضايا التي تُثير الخلاف بين أكبر قوتين عظميين في العالم .
وأشار ترامب ومساعدوه إلى رغبتهم في حل النزاعات التجارية مع الصين، والسيطرة على إنتاج الفنتانيل، والتوصل إلى اتفاق بشأن تيك توك. وربما، مع مرور الوقت، يُمكنهم إدارة سباق تسلح نووي مُتجدد ومنافسة على الذكاء الاصطناعي.
غير أن الصحيفة رأت أنه من الصعب اليوم تخيل حدوث أي من ذلك، على الأقل لمدة عام، فقرار ترامب بالمراهنة بكل قوته على الفوز في حرب تجارية مع الصين يُهدد بخنق هذه المفاوضات قبل أن تبدأ. وإذا ما بدأت هذه الحرب، فقد يدخلها ترامب وحيدا، لأنه أبعد الحلفاء الذين توصلوا في السنوات الأخيرة إلى نهج مشترك لمواجهة القوة الصينية.
وفي نقاشات جرت على مدار الأيام العشرة الماضية، وصف العديد من مسؤولي الإدارة الأمريكية، الذين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، وجود انقسام عميق في البيت الأبيض حول كيفية التعامل مع بكين. وقد اندلعت الحرب التجارية قبل أن تتاح الفرصة للفصائل العديدة داخل الإدارة لحسم مواقفها.
وبحسب الصحيفة، كانت نتيجة هذا الأمر وجود تناقض استراتيجي. فقد ظهر بعض المسؤولين على شاشات التلفزيون ليعلنوا أن رسوم ترامب الجمركية على بكين تهدف إلى إجبار ثاني أكبر اقتصاد في العالم على إبرام صفقة. وأصر آخرون على أن ترامب كان يحاول بناء اقتصاد أمريكي مكتف ذاتيا، لا يعتمد على منافسه الجيوسياسي الرئيسي، حتى لو كان ذلك يعني الانفصال عن تجارة السلع والخدمات المتبادلة البالغة 640 مليار دولار.
وحتى الآن، كان رد الفعل الصيني هو التصعيد. وردت بكين على جميع زيادات ترامب في الرسوم الجمركية، محاولة إرسال رسالة مفادها أنها قادرة على تحمل الألم لفترة أطول من الولايات المتحدة. وفي خطوة بدا للخبراء أنها مُعدة منذ أشهر، أعلنت الصين تعليق صادراتها من مجموعة من المعادن والمغناطيسات الأساسية التي تستخدمها شركات صناعة السيارات ومنتجو أشباه الموصلات ومصنعو الأسلحة - في تذكير لواشنطن بأن بكين تمتلك العديد من الأدوات لعرقلة سلاسل التوريد.
وقالت النيويورك تايمز أنه حتى الآن، لا يرغب أي من الجانبين في أن يكون من يبادر بإجراء اتصالات، على الأقل علنا، خوفا من أن يُنظر إليه على أنه الطرف الذي تراجع. ويُصر ترامب غالبا على أن لديه "علاقة رائعة" مع شي، لكنه لم يُقدم للزعيم الصيني أي تحذير مباشر بشأن ما هو آتٍ - أو أي سبيل لمنعه. وقد تجنب شي عمدا الانضمام إلى ما يُصر البيت الأبيض على أنه 75 دولة تُعلن رغبتها في إبرام اتفاق.
وأشارت إلى أنه من بين الأسئلة المطروحة على الإدارة الأمريكية الآن مدى قدرتها على صياغة نهج متماسك تجاه الصين في وقت يتجادل فيه أعضاء رئيسيون في الدائرة المقربة من ترامب علنا حول الاستراتيجية الصحيحة.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول إن أحدا لم يحاول التغلب على المعضلة التي تواجه ترامب، الذي أطلق العنان لمواجهة اقتصادية ضخمة قد تُسمم العلاقة مع دولة متشابكة بعمق مع الاقتصاد الأمريكي.

search