عرائض العصيان تهز المؤسسة العسكرية في إسرائيل

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 08:44 م

احتلال

احتلال

ثابت عبد الغفار


 

في تطور لافت يكشف عن تصاعد الانقسام داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن توقيع 500 من خريجي دورة قادة الاحتياط بسلاح البحرية على عريضة تطالب بإعادة المخطوفين ووقف الحرب في غزة، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً خطيراً على حالة التمرد غير المعلنة داخل صفوف الاحتياط.


 

المثير في هذه العريضة أنها لم تقتصر على الجنود أو الضباط العاديين، بل ضمّت توقيع أربعة من القادة السابقين لسلاح البحرية، وهو ما يضفي عليها ثقلاً نوعياً، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرة القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل على احتواء هذا التذمر الذي يتسع يومًا بعد يوم، خاصة في ظل الجمود الذي يحيط بملف الأسرى والمخطفين في غزة.


 

الموقعون على العريضة أكدوا أن استمرار الحرب دون تحقيق اختراق حقيقي في ملف إعادة المحتجزين يضعف ثقة الشارع الإسرائيلي ويقوّض أسس ما وصفوه بـ”العقد الأخلاقي” بين الدولة وجنودها. كما أعربوا عن قلقهم من التبعات الاستراتيجية طويلة الأمد، سواء على صورة الجيش أو على التماسك المجتمعي في الداخل الإسرائيلي.


 

تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو ضغوطاً داخلية متصاعدة، خاصة بعد فشل المفاوضات الأخيرة بشأن صفقة تبادل مع حماس، وسط تحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو تصعيد جديد لا يعرف أحد كيف سينتهي.


 

العريضة، التي وُصفت في الإعلام العبري بأنها “رسالة تمرد ناعمة”، تنضم إلى سلسلة من العرائض والمبادرات التي أطلقها مؤخراً جنود وضباط احتياط في مختلف الأفرع العسكرية، اعتراضاً على استمرار الحرب وعدم وجود رؤية واضحة للخروج من المأزق.


 

ويبدو أن ما بدأ كاحتجاج فردي أو نخبوي، آخذ في التحول إلى حركة ضغط مؤسسية من داخل الجيش نفسه، وهو أمر غير مسبوق بهذا الحجم منذ بدء العملية العسكرية في غزة.


 

search