عرض فرنسي غامض: تطبيع سعودي مقابل “انسحاب مشروط” من غزة

الخميس، 17 أبريل 2025 08:26 م

ماكرون

ماكرون

ثابت عبد الغفار


 

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقترح فرنسي “شامل” يحمل في طياته صفقة كبرى قد تغيّر ملامح المشهد الإقليمي، حيث تسعى باريس لإقناع أطراف النزاع في الشرق الأوسط بخطة متكاملة تتضمن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، مقابل إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ضمن آلية وصفها البعض بـ”الغامضة” و”المثيرة للجدل”.


 

وبحسب التسريبات الإسرائيلية، فإن المبادرة الفرنسية تشمل انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من غزة، لكن ذلك لا يعني نهاية يد تل أبيب العسكرية، إذ تقترح الخطة إنشاء آلية جديدة تتيح لإسرائيل العودة لاستهداف غزة “إذا لزم الأمر”، على غرار النموذج المتبع في جنوب لبنان بعد حرب 2006.


 

المقترح لا يتوقف عند الحدود الجغرافية، بل يتعداه إلى اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، مقابل اعتراف السعودية ودول إسلامية أخرى بإسرائيل. اللافت أن إسرائيل – بحسب النصوص الأولية للمبادرة – لن تكون مضطرة للاعتراف الصريح بالدولة الفلسطينية، بل ستكتفي “بإشارات مبهمة”، في صياغة يرى مراقبون أنها تمنح تل أبيب مساحة للمناورة دون تغيير جذري في موقفها.


 

من جهته، كشف عوفر برونشتين، مستشار الرئيس الفرنسي للسلام في الشرق الأوسط، أن إيمانويل ماكرون أجرى محادثات شبه يومية مع قادة المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة في محاولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق نار شامل “بأسرع وقت ممكن”. وأوضح أن فرنسا لا ترغب في الانفراد بالمبادرة، بل تسعى لتكون ضمن تحالف يضم دولًا عربية وإسلامية وأوروبية.


 

وتأتي هذه التطورات في وقت تتحضّر فيه الرياض وباريس لرئاسة مؤتمر دولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والمقرر عقده في يونيو 2025.


 

وكانت وزارة الخارجية السعودية قد جدّدت، في فبراير الماضي، موقف المملكة الثابت من ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدة أن هذا الموقف “راسخ وغير قابل للتفاوض أو المساومة”.


 

المبادرة تثير تساؤلات حول فرص نجاحها في ظل التناقضات الجوهرية بين مطالب الأطراف، لكن مجرد طرحها يكشف عن حراك دبلوماسي غير مسبوق قد يُمهّد لتغيير كبير في المنطقة.


 

search