البيان الختامي وتوصيات المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون حول بناء الانسان في ضوء التحديات المعاصرة
الثلاثاء، 29 أبريل 2025 07:43 م

البيان الختامي وتوصيات المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون حول بناء الانسان في ضوء التحديات المعاصرة
اختُتِمتْ -بمنِّ الله وتوفيقِه- فعالياتُ المؤتمرِ العلميِّ الدوليِّ الخامس الذي نظَّمتْهُ كليةُ الشريعةِ والقانونِ جامعة الأزهر بالقاهرةِ، وتمَّ انعقادُه بمركز الأزهرِ للمؤتمراتِ بمدينةِ نصر، يومَي السبتِ والأحدِ، تحت عنوان: «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة» برعايةٍ كريمةٍ من فضيلةِ الإمامِ الأكبر، الدكتورِ أحمد الطيب، شيخِ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة.
وقد ألقى فضيلة الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، البيان الختامي للمؤتمر وما أسفر عنه من توصيات، وقال: إن المؤتمر جاء انطلاقًا من رسالةِ كليةِ الشريعةِ والقانونِ بالقاهرةِ، المنبثقةِ من رسالةِ الجامعةِ ورؤيتِها، والأزهرِ الشريفِ، القائمةِ على العنايةِ بالإنسانِ، قصدًا لتحقيقِ مصالحِه وحمايتِه في ضوء التحديات المعاصرة، وقد ارتأت الكلية أن يكون (بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة)، موضوعا لمؤتمرها العلمي الدولي الخامس، برئاسة الدكتور عطا السنباطي، عميد الكلية رئيس المؤتمر؛ اتساقا مع رسالتها العلمية في خدمة المجتمع الإنساني، وامتدادًا لرسالة الأزهر الشريف العالمية بشأن تحقيق بناء الأفراد والمجتمعات، وانطلاقا من رؤية الدولة المصرية في السعي المتواصل الحثيث نحو توفير حياة كريمة للإنسان، وتحقيق التنمية المستدامة في شتى المجالات التنموية مع الرصد الدقيق للتحديات التي تعرقل مسيرة التنمية، والعمل بجودة وإتقان لإبراز الآليات والوسائل الشرعية والقانونية لمواجهة تلك التحديات ومعالجتها، من أجل واقع أفضل ومستقبل مشرق.
وعُنِي المؤتمر على مدار جلساته ومن خلال أبحاثه وما دار حولها من مناقشات علمية هادفة بتسليط الضوء على سُبُل وآليات بناء الإنسان والارتقاء به في ظل التحديات القائمة، لا سيما ما تمر به منطقتنا العربية في الوقت الراهن من تحديات كبرى، تلك التحديات التي تجعلنا في أمس الحاجة إلى الاصطفاف الواعي خلف قيادتنا السياسية الحكيمة، واجتناب أسباب التشرذم والشتات، وتكثيف الجهود نحو استثمار العقول والأفكار والطاقات استثمارًا جادًّا وفعالًا، يهدف إلى صناعة العمران، وحماية الأوطان، وخلق بيئة آمنة تتمدد فيها التنمية بجميع مجالاتها، من أجل تحقيق بناء إنسان متزن ومستقيم نفسيًّا وفكريًّا وصحيًّا واقتصاديًّا.
وقد حَظِيَتْ جَلَسَاتُ المؤتمرِ بمشاركةِ نخبةٍ من السَّادةِ العلماءِ والباحثينَ المتخصصينَ من الجامعاتِ، والهيئاتِ القضائيةِ، ودُورِ الفتوى، والساسةِ، والحقوقيينَ، من داخلِ مصرَ وخارجِها، حيث أُثرِيَتْ جلساتُ المؤتمرُ بأبحاثِهم ومناقشاتِهم ومداخلاتِهم حول محاورِ المؤتمرِ وموضوعاتِه.
ولقد رجَونا من اللهِ (سبحانه وتعالى) في مؤتمرِنا هذا التوفيقَ لتحقيقِ ما قصدناهُ من أهدافٍ، والتي كان مِن أهمِّها:
إبرازُ موقفِ الشريعةِ الإسلاميةِ، وكذلك موقفِ القوانينِ الإنسانيةِ من قضيةِ بناء الانسان، بما يتضمَّنُه ذلك من حمايةَ الإنسانِ ورعايةَ حقوقِه وصولًا إلى إعداد جيل واع مستنير قادر على مواكبة تحديات العصر، ومؤهل للإسهام في مسيرة البناء والتنمية، وفق رؤية واضحة، تضع الإنسان في مقدمة الأولويات.
وانطلاقًا من هذه الأهداف، وفي ضوء ما تضمنتهُ البحوثُ المقدَّمةُ من نتائج، ومن خلال ما زخرت به جلساتُ المؤتمرِ من مداخلاتٍ ومناقشاتٍ ومساجلاتٍ، خَلَصنَا إلى مجموعةٍ من النتائج والتوصيات، أهمُّها ما يلي:
إبراز مرونة الشريعة الإسلامية واستيعابها لجميع المستجدات والنوازل ومعالجتها بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد، والعناية بالجانب الإنساني في صياغة الأحكام الفقهية، وترسيخ قيمة الإنسان كونها محور التشريع الإسلامي.
إبراز دور المنظومة التشريعية في تحقيق مقتضيات بناء الإنسان وتفعيل خطط التنمية المستدامة.
إستخلاص حلول نوعية ومبتكرة تسهم في تحقيق حياة كريمة للإنسان نابعة من رؤية الدولة المصرية وهي ذات ما تهدف إليه رسالة الأزهر الشريف العالمية نحو بناء الأفراد والمجتمعات.
ضرورةُ تحركِ المجتمعِ الدوليِّ لوقف الإعتداءات التي تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وللمبادئ العالمية لحقوق الإنسان، وتفعيل دور المنظمات الدولية في حماية حقوق الأبرياء، والإسهام في رفع معاناتهم.
إنشاء كيان قومي مركزًا رئيسًا، يتم من خلاله وضع أسس الاستثمار في رأس المال البشري، وآليات النهوض به ومواجهة معوقاته، وتنشيط دور الإعلام في نشر الوعي التثقيفي بأهمية رأس المال البشري، والاستثمار فيه، وتسليط الضوء على نماذج ناجحة تكون قدوة للشباب في هذا الإطار.
تنمية الوعي المجتمعي والارتقاء بالمنظومة الأخلاقية وإحياء منظومة القيم الأصيلة للمجتمع المصري بما تمثله من عراقة وأصالة ورسوخ في مواجهة الأفكار والتوجهات الدخيلة عليها.
ترسيخ أسس السلام والتعايش السلمي وقبول الآخر.
التنسيق التكاملي بين المؤسسات العامة والكيانات المدنية من أجل تحقيق سبل صناعةالحضارة والاستفادة من مكتسباتها.
تطوير منظومة التعليم وتحديث المناهج التعليمية بما يلائم الواقع ومتطلبات عصر العلم والتكنولوجيا الرقمية، مع التوصية باستحداث مقرر على تلاميذ مراحل التعليم الأساسي يتناول رأس المال البشري بأسلوب مبسط، يوضح أهميته على المستوى الفردي والمجتمعي.
زيادة المخصصات المالية اللازمة لدعم آليات التدريب والتعليم والبحث العلمي، لما لذلك من أثر واضح على تحسين مستوى المعيشة ورفع مستوى الدخل الفردي.
تعميقُ الوعيِ بأهميةِ حقوقِ الإنسانِ وسبلِ المحافظةِ عليها، وذلك من خلال عملِ برامج توعوية من خبراء مختصين من رجال الدين والقانون والفكر والثقافة، تستهدف فئات المجتمع.
ضرورةُ الاستفادةِ من دورِ الأزهرِ الشريفِ الرياديِّ، ومنهجِه الوسطيِّ المعتدلِ، في نشر الوعيِ بين أبناء الأمة، والدعوةِ إلى صحيحِ الدين، والتمسك بالقيم والأخلاقِ النبيلة، والحدِّ من انتشارِ الظواهرِ السلبيَّةِ؛ انطلاقًا من الدور الحضاري للأزهر الشريف في الماضي والحاضر.
الاستفادة من مكتسبات التقنية الحديثة في دعم وتعزيز جهود التنمية المستدامة والإسهام بفاعلية في بناء الوطن وحماية الإنسان.
وفي الختام توجهت كليةُ الشريعةِ والقانونِ بالقاهرةِ، بخالصِ الشكرِ والتقديرِ لفضيلة الإمامِ الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف (حفظه الله ورعاه) على تفضُّله برعايةِ هذا المؤتمر، والشكرُ موصولٌ لمعالي وكيل الأزهر الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، ولمعالي رئيس الجامعة المُوقَّر فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، والسادة نواب رئيس الجامعة؛ لدعمهم لهذا المؤتمر، ولا سيما سعادة الدكتور محمود صديق حسن، نائب رئيس الجامعةِ للدراسات العليا والبحوث، على ما يقدِّمُه من دعمٍ لكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، في كلِّ ملفَّاتها بصفةٍ عامةٍ، وملفِّ الدراسات العليا والبحوث بصفةٍ خاصةٍ.
ولا يَفُوتُ كلية الشريعة والقانون أن تتوجَّهَ بخالصِ الشكرِ والتقديرِ للسادةِ المشاركينَ في المؤتمرِ، من أهل العلمِ، الذين أثْرَوا جلساتِ المؤتمرِ بأبحاثِهم وأفكارِهم ومداخلاتِهم، كما تَشْكُرُ الحضورَ الكرام.
ونسألُ اللهَ تعالى أن نلتقيَ في مؤتمراتٍ علميةٍ قادمةٍ في رحابِ كلية الشريعةِ القانونِ بالقاهرة، في ظلِّ قيادةٍ حكيمةٍ لفخامةِ السيدِ الرئيس/ عبد الفتاح السيسي (حفظه الله وسدد خُطاه).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
الشباب والرياضة تعقد اجتماعًا مع هيئة مكتب نموذج محاكاة الشيوخ
29 أبريل 2025 11:09 م
الشباب والرياضة تنظم زيارة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف
29 أبريل 2025 11:07 م
محافظ دمياط يزرع الأشجار برأس البر وحديقة بنت الشاطئ المبادرة الرئاسية " ١٠٠ مليون شجرة"
29 أبريل 2025 11:03 م
محافظ بورسعيد يوجه برفع درجة الاستعداد القصوى تحسبٱ للتقلبات الجوية غدٱ الأربعاء
29 أبريل 2025 10:50 م
أكثر الكلمات انتشاراً