قناة فرنسية تتساءل : ما الذي يثير اهتمام دونالد ترامب في جرينلاند إلى درجة رغبته في ضمها ؟

الخميس، 09 يناير 2025 12:42 م

ترامب

ترامب

ذكرت قناة بي أف أم التلفزيونية الفرنسية أن جرينلاد تجتذب منذ عدة سنوات شركات التعدين نظرا لغنى تربتها بأكبر احتياطات المعادن النادرة واليورانيوم في العالم .. مشيرة إلى أنه في الوقت الذي بسط فيه الصينيون نفوذهم في جرينلاند ، يرغب الأمريكيون أيضا في استعادة السيطرة على أراضي هذه الجزيرة الدنماركية.

وقالت القناة ـ في تقرير لها اليوم الخميس، بعنوان "ما الذي يثير اهتمام دونالد ترامب في جرينلاند لدرجة الرغبة في ضمها" ـ إن اهتمام ترامب بأكبر جزيرة في العالم ليس بأمر جديد ، ففي عام 2019 ، قبل تفشي وباء العالمية ، كان الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة قد فكر في شراء أراضي هذه الجزيرة التي تقع تحت السيادة الدنماركية منذ عام 1814.

ويعد الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان هو من وضع نصب عينيه على جرينلاند التي في الواقع، تنتمي جغرافيا إلى قارة أمريكا الشمالية ، وبعد ذلك قدم البيت الأبيض بدافع من المصالح الدفاعية الاستراتيجية عرض شراء بقيمة 100 مليون دولار إلى الدنمارك وهو ما رفضته.

وكانت الدولة الاسكندنافية قد رفضت بالفعل عرضا مماثلا في عام 1867 عندما أرادت أمريكا بقيادة أندرو جونسون الاستحواذ على المنطقة بعد شراء ألاسكا من روسيا مقابل 7 ملايين دولار.

وتسعى هذه الأراضي الدنماركية ـ التي تتمتع بالحكم الذاتي - إلى الحصول على سيادتها ، وإن كانت لاتزال معتمدة ماليا على كوبنهاجن ، وتعد مصادرها الطبيعية السبب الرئيسي في طمع الآخرين بها رغم أن التنقيب عن البترول وتعدين اليورانيوم محظورا هناك ولكن بسبب أهميتها الإستراتيجية تمتلك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية بها.

وأشارت القناة التلفزيونية الفرنسية - في تقريرها - إلى أن جوف جرينلادند غنى بالحديد والرصاس والزنك والذهب والنيكل والبلاتين والمعادن النادرة التي لا غنى عنها لإنتاج البطاريات الكهربائية وطواحين الهواء.

ويعرف موقع كفانيفيلد الجيولوجي - الذي تم اكتشافه في الخمسينيات من القرن الماضي والذي يقع في جنوب جرينلاند - بأنه أحد أكبر الاحتياطيات المعدنية في العالم.

وتعد هذه المنطقة ، التي تعادل مساحتها مدينة باريس ، موطنا لثاني أكبر احتياطي في العالم من المعادن النادرة وسادس أكبر احتياطي لليورانيوم.

وتعمل شركة (جرينلاند مينرالز) الأسترالية التي تسيطر عليها مجموعة (شينغي روسورسز) الصينية في مجال التنقيب بالجزيرة منذ عام 2016 ، ولكن تم منح العديد من تراخيص التنقيب فى جرينلاند خلال السنوات الأخيرة ، فبعد أن كان عدد التراخيص أقل من 20 في بداية عام 2000 ، قفز عدد الشركات المسموح لها بالتنقيب عن المعادن في جرينلاند إلى 141 شركة عام 2022 ، وفي عام 2024 وحده تم منح 84 ترخيصا للتنقيب من جانب حكومة جرينلاند.

وفي الوقت الحالي يتعلق الأمر بشكل أساسي بالاستكشاف وليس بالاستغلال التجاري ولكن مع ظاهرة الاحتباس الحراري وذوبان القمم الجليدية في القطب الشمالي ، ترى شركات التعدين فرصة لفتح طرق تجارية جديدة من الجزيرة.

وبينما كانت العديد من الشركات الصينية تتطلع إلى الدنمارك منذ عدة سنوات مثل عرض قرض لبناء مطارين في جرينلاند فإن الأمريكيين يريدون استعادة السيطرة على الجزيرة حتى لو كان ذلك يعني، كما يبدو الآن، ضمها بالقوة.

وكان دونالد ترامب الابن قد صرح أمس الأول الثلاثاء خلال زيارة خاصة إلى جرينلاند قائلا : "جرينلاند مكان رائع وشعبها، إذا أصبحوا جزءا من أمتنا، سوف يستفيدون بشكل كبير ، نجعل جرينلاند عظيمة مرة أخرى!".

search