تعاون ثقافي بين مصر وفرنسا يعزز الشراكة المثمرة بين البلدين
الأحد، 12 يناير 2025 05:00 م
تعاون ثقافي بين مصر وفرنسا
إسلام عزت
في 12 أكتوبر 2024، افتتح السفير الفرنسي إريك شوفالييه برفقة وزير السياحة والآثار شريف فتحي القاعة 27 بالمتحف المصري بالتحرير، التي تضم مجموعة مميزة من اللوحات الخشبية لمصطبة "حسي رع". حضر الحفل عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والأستاذ الدكتور بيير تاليه، مدير المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، ومؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف، وعدد من السفراء ومديري المعاهد الأثرية والأساتذة الجامعيين.
يُعد هذا العمل ثمرة مشروع مشترك بين المتحف المصري وقسم الأركيومتري بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بقيادة الدكتور إسلام عزت والدكتورة أنيتا كيليس، بدعم من المعهد الفرنسي بمصر ومؤسسة ميشيلا شيف جيورجيني، يهدف المشروع إلى دراسة وترميم اللوحات الخشبية الخاصة بمصطبة حسي رع، مع إعادة عرضها بأسلوب مبتكر يمكّن الزوار من رؤية هذه اللوحات في سياقها الأصلي داخل محاكاة جزء من المصطبة كما بنيت في شمال سقارة.
دور فرنسا في علم المصريات
تمتلك فرنسا تاريخاً طويلاً ومتميزاً في دعم علم المصريات، من خلال مؤسسات مثل المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، والمركز الفرنسي المصري لدراسة معابد الكرنك، ومركز الدراسات السكندرية. وتستمر البعثات الأثرية الفرنسية المصرية في تحقيق اكتشافات هامة تعزز من هذه الشراكة المثمرة.
تواصل مصر العمل على افتتاح المتحف المصري الكبير رسميا قريباً بعد الافتتاح التجريبي للمتحف في أكتوبر 2024، والذي سيعرض مجموعات أثرية استثنائية، بما في ذلك كنوز توت عنخ آمون وأحدث الاكتشافات الأثرية. كما سيستضيف المتحف مكتبة المصريات التابعة للمتحف المصري، بهدف جعلها مركزاً بحثياً يخدم الباحثين المصريين والدوليين.
في إطار التعاون الثقافي بين مصر وفرنسا، تم تعيين خبير فني دولي لدعم مكتبة المتحف المصري الكبير. يعمل الخبير تحت إشراف إدارة البحث العلمي والنشر، وبالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية وقسم التعاون الثقافي بالسفارة الفرنسية، ما يعزز من تبادل الخبرات بين البلدين.
اكتشافات البعثة المصرية في معبد حتشبسوت بالأقصر: إنجاز بارز يحتفى به في الصحف الفرنسية
تفاصيل الاكتشاف
في يناير 2025، وبقيادة عالم المصريات الشهير الدكتور زاهي حواس وزير الاثار المصري الاسبق، تم الكشف عن اكتشاف أثري هام بالقرب من معبد الملكة حتشبسوت في منطقة دير البحري بالأقصر.
أُجريت هذه المهمة بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، وأسفرت عن العثور على مجموعة من المقابر والقطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام. ومن بين الاكتشافات البارزة:
مقابر كبار المسؤولين: مقابر محفورة في الصخر من عصر الدولة الوسطى، بما في ذلك مقبرة تعود إلى "مشرف القصر" الخاص بالملكة تيتيشري، جدة الملك أحمس الذي طرد الهكسوس من مصر.
روائع فنية: نقوش بارزة وألوان زاهية محفوظة بشكل استثنائي توفر رؤى جديدة حول الفن والثقافة في ذلك العصر.
أدوات جنائزية وُجدت بقايا جنائزية تحت أساسات المعبد تحمل اسم الملكة حتشبسوت، مما يؤكد الأهمية الطقسية للموقع.
آبار جنائزية وتوابيت: توابيت خشبية تعود إلى الأسرة السابعة عشرة، بالإضافة إلى مقابر أطفال تحتوي على ألعاب.
مقبرة بطلمية: اكتشافات إضافية في جبانة العساسيف بالقرب من معبد حتشبسوت، تلقي الضوء على الممارسات الجنائزية خلال العصر البطلمي.
السياق التاريخي
تغطي القطع المكتشفة فترة زمنية واسعة، من الأسرة الخامسة عشرة (1650–1550 قبل الميلاد) إلى الأسرة الثامنة عشرة (1550–1292 قبل الميلاد)، وهي فترة شهدت عودة مصر كقوة عظمى تحت حكم ملوك عظام مثل الملكة حتشبسوت والملك توت عنخ آمون. وكان من أبرز الاكتشافات جزء سليم من أساسات معبد الوادي، مما يوفر فهمًا أفضل لتقنية بنائه واستخداماته الطقسية.
احتفاء الصحف الفرنسية
احتفت الصحافة الفرنسية بهذا الاكتشاف باعتباره شهادة على استمرار مصر كوجهة مركزية للاكتشافات الأثرية. وركزت صحف فرنسية بارزة مثل لو فيغارو، لوموند، وليبيراسيون على الجوانب التالية:
الثراء الثقافي: أشادت المقالات بالمقابر والقطع المكتشفة باعتبارها إضافات قيمة لفهم التاريخ السياسي والثقافي لمصر القديمة، لا سيما دور الملكة حتشبسوت كقائدة نسائية قوية.
جهود الحفظ: أثنت الصحف على الحالة الاستثنائية لحفظ النقوش والأدوات الطقسية، مؤكدةً على الجهود المشتركة بين علماء الآثار المصريين وخبراء الترميم.
إمكانات السياحة: ربطت التقارير هذه الاكتشافات بجهود مصر الأوسع لإحياء قطاع السياحة، مما يجعل الأقصر نقطة جذب رئيسية للزوار الدوليين.
التعاون العلمي: سلطت التغطية الضوء على أهمية التعاون الدولي في علم الآثار، وأشارت إلى دعم مؤسسات فرنسية مثل المعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO) للجهود المصرية في الحفاظ على التراث ودراسته.
التأثير العالمي وإحياء السياحة في مصر
تأتي هذه الاكتشافات في وقت تسعى فيه مصر إلى تعزيز قطاع السياحة، الذي يمثل مصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية. ففي عام 2024، استقبلت مصر 15.7 مليون سائح، وتهدف إلى جذب 18 مليون سائح في 2025. تظل الأقصر، بمواقعها الأثرية الغنية، حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية.
إن الاحتفاء الكبير من وسائل الإعلام الفرنسية بهذا الإنجاز يعكس الاهتمام العالمي المتواصل بتاريخ مصر القديم، ويبرز أهمية هذه الاكتشافات في تعزيز مكانة مصر كوجهة رائدة للسياحة الثقافية. هذه الإنجازات، إلى جانب تطوير المتحف المصري الكبير، تعكس التزام مصر بإبراز تراثها الفريد أمام العالم.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
"صحة الدقهلية": فوز مستشفى "الجلدية" بالمركز الأول في مسابقة “الحالات الإكلينيكية”
12 يناير 2025 01:35 م
مدير تعليم القليوبية يتفقد سير الامتحانات بمدارس بنها
11 يناير 2025 11:46 ص
-
وزير الصحة يبحث مع وفد اتحاد الصناعات بولاية بافاريا الألمانية التوسع في ملف تدريب فرق التمريض وتحديث المناهج الدراسية
-
زيلينسكي: مستعدون لمبادلة أسرى كوريين شماليين بأسرى أوكرانيين لدى روسيا
-
رئيس هيئة تنمية الصعيد ومحافظ قنا يوقعان بروتوكول تعاون لإنشاء مزرعة نموذجية لإنتاج شتلات قصب السكر بالمراشدة
-
نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد لجان امتحانات كلية العلوم للبنين
الأكثر قراءة
-
أستاذ علوم سياسية: اجتماع ترامب وبوتين قد يعيد رسم خريطة الشرق الأوروبي
-
ماركوف: روسيا تسعى لإنهاء الحرب بسرعة وترامب قد يقلص دعم أمريكا لأوكرانيا
-
أنشيلوتي يعلن تشكيل ريال مدريد امام برشلونه في نهائي كاس السوبر الاسباني
-
تعرف على موعد مباراة ريال مدريد امام برشلونه في كاس السوبر الاسباني
-
بالأرقام.. العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا شراكة استراتيجية ممتدة
أكثر الكلمات انتشاراً