هل انتهى عصر الأخلاق بوجود التقنيات الحديثة

الأحد، 02 فبراير 2025 09:07 م

معرض القاهره الدولي للكتاب

معرض القاهره الدولي للكتاب

محمد ابو دشيش

ستضافت قاعة الصالون الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56،ندوة بعنوان "هل انتهى عصر الأخلاق؟"، ضمن محور "المجتمع الرقمي"، بإدارة الإعلامي حسام الدين حسين.

في بداية الندوة، رحب حسين بالحضور والمنصة الكريمة، مؤكدًا أن معرض القاهرة الدولي للكتاب هو واحد من أهم المعارض في الشرق الأوسط.

وأضاف أنه في هذا اللقاء سوف نناقش موضوعًا بالغ الأهمية، وهو تأثير ثورة الذكاء الاصطناعي على الأخلاق، وتساءل حسين: هل ينتهي عصر الأخلاق مع دخول الذكاء الاصطناعي؟، مشيرًا إلى أن العالم قد شهد كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مناطق مثل فلسطين، وهو أمر يطرح تساؤلات حول مدى أخلاقيته وقبوله، وهو ما سيتناوله ضيوف الندوة.

من جانبه، قال الدكتور أحمد عبد الحليم عطية، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، إن الأخلاق لا تقتصر على تعامل الإنسان مع أقرانه فقط، بل تمتد لتشمل دور الأخلاق في المجتمع ككل.

وأضاف أن هناك ثلاث مركزيات تفسر هذا الموضوع: الأولى هي مركزية الآلهة، التي ترتكز حول تمركز الإنسان على ذاته، والثانية هي مركزية الكون، التي تتعلق بتفكير الإنسان في الكون والبيئة ومشاكلها وكيفية التعامل معها، وأخيرًا مركزية التقنية التي برزت مع ظهور هذا الكم الهائل من التكنولوجيا.

وأوضح "عطية" أن هناك صراعًا بين الإنسان البيولوجي والتقني، حيث يتم مقارنة كل منهما، مشيرًا إلى وجود تخوف من أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى مصدر للشر، لكنه يعتقد أن الحل يكمن في التعايش، حيث يظل الإنسان بحاجة ماسة إلى الذكاء الاصطناعي.

كما تحدث "عطية" عن صراعين أساسيين، الأول هو الصراع القديم بين الغرب والشرق، والثاني هو الصراع الحديث بين مركزية الإنسان ومركزية الآلة، مشددًا على أهمية التركيز على واقعنا الحالي.

في مداخلته، قال الدكتور عبد الرحيم دقون، أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس، إن موضوع الأخلاق والذكاء الاصطناعي لا يمكن السكوت عنه لأنه يفرض نفسه، خاصة أننا نعيش في زمن تطور تقني هائل.

وأوضح أنه يجب طرح العديد من الأسئلة لفهم هذا الموضوع، مثل: من هو الإنسان الذي يطور هذه التكنولوجيا؟ وهل أصبحنا نتحدث عن ما بعد الإنسان؟ وذكر أن هذا التحليل الفلسفي والنقدي لما بعد الإنسان يتعلق بالتكنولوجيا التي تهدد وجود الإنسان من خلال نزع مركزيته وفكرة سيطرته على الطبيعة.

وأضاف "دقون" أن هناك تحيزًا ومحاولة من الإنسان للسيطرة على الآخر بواسطة التكنولوجيا والسلطة الرقمية، أو ما يُعرف بـ "خوارزمية السلطة".

من جانبه، قال المستشار أبوبكر الديب، إن موضوع الأخلاق والتكنولوجيا هو موضوع معقد، ويجب أن نستعرض العلاقة بين الفلسفة والتقنية وتأثير كل منهما على الآخر.

وأشار إلى أن دراسته للتقنيات العسكرية، التي برزت منذ عام 2011، قد جعلته ينظر للأمور من زاوية مختلفة، مضيفًا أن الإنسان الآلي ليس التطبيق العسكري الوحيد، مشيرًا إلى استخدام الإنسان الآلي في محاولة لتفجير الأنفاق، إلا أن هذه التجربة فشلت.

وأكد "الديب" أن الذكاء الاصطناعي يشهد تحيزًا تجاه بعض الدول والأعراق، مما يعكس السلطوية العالمية والظلم، موضحًا أنه لا يمكن اعتبار التقنيات الحديثة أسمى من البشر، خاصة وأنها تتميز بالتحيز وعدم الاستقلالية، فضلاً عن غياب الشفافية والمساواة.

search