النجم الذي خطف الأضواء مجددًا في "المداح 5" بشخصية عم جميل

في عالم الدراما المصرية، هناك نجوم ربما لا يتصدرون الأفيشات، لكن بصماتهم تظل محفورة في ذاكرة الجمهور. واحد من هؤلاء هو الفنان القدير محمود عامر، الذي استطاع عبر مسيرة فنية ممتدة أن يكون أحد أبرز وجوه الأدوار  التي تضيف عمقًا للأعمال الفنية. وفي الجزء الخامس من مسلسل "المداح – أسطورة العهد "، عاد عامر ليقدّم شخصية "عم جميل"، والتي كانت مفاجأة الموسم الجديد، حيث قدمها بأسلوب يمزج بين العمق الدرامي والسلاسة في الأداء، مما جعله يخطف الأضواء رغم زخم الشخصيات الأخرى .

بدأ محمود عامر مشواره الفني في نهاية الثمانينيات، وتميز بقدرته الفائقة على تجسيد شخصيات متنوعة، سواء في الكوميديا أو الدراما الاجتماعية أو الأعمال التي تحمل طابعًا تاريخيًا. رغم عدم حصوله على البطولة المطلقة، فإن حضوره دائمًا كان له وقع خاص، بفضل قدرته على منح كل شخصية بعدًا إنسانيًا يميزها عن غيرها.

ما يميز عامر أنه لا يسعى للفت الأنظار بشكل مفتعل، بل يعتمد على أدواته الفنية، مثل تعابير وجهه المتقنة، ونبرة صوته القادرة على عكس الحالة النفسية للشخصية، إلى جانب حسه العفوي في التمثيل، وهو ما جعله أحد أبرز الممثلين في الأدوار الثانية ذات الأهمية الدرامية.

"عم جميل" في المداح 5.. الأداء الذي أضاف بعدًا جديدًا للأحداث

في الموسم الخامس من "المداح"، جاءت عودة شخصية "عم جميل" لتضيف بُعدًا جديدًا للأحداث، حيث مثّل الدور حلقة وصل بين الخير والشر، مقدمًا مزيجًا من الحنان والحكمة والخوف من المجهول. برع محمود عامر في إبراز التطورات النفسية للشخصية، متنقلًا بين الحيرة والتردد والخوف، دون مبالغة أو تصنّع.

من أبرز مشاهد محمود عامر في المسلسل كان ذلك المشهد الذي يعكس ارتباكه وخوفه من اللعنة التي تحيط ببعض الشخصيات، حيث نجح في توصيل الإحساس للمشاهد بعينيه قبل كلماته، وهو ما يعكس خبرته الكبيرة في الأداء التمثيلي وعمل كيمياء مميزة بين أبطال العمل .

لماذا لم يحصل محمود عامر على فرص أكبر؟

رغم قدرته الفائقة على تقديم شخصيات مركبة ومؤثرة، إلا أن محمود عامر لم يحصل على فرص البطولة التي يستحقها. ربما يعود ذلك إلى طبيعة الصناعة الدرامية التي تركز بشكل أكبر على الأسماء ذات الجماهيرية الضخمة، متجاهلة أحيانًا المواهب التي تصنع الفارق بالفعل.

لكن على الرغم من ذلك، استطاع محمود عامر أن يثبت أن الموهبة الحقيقية لا تحتاج إلى أدوار ضخمة كي تلمع، بل تكفيه مشاهد معدودة ليترك بصمة قوية. وربما يكون النجاح الكبير لدوره في "المداح 5" فرصة لصناع الدراما لإعادة النظر في الأدوار التي تمنح له، ومنحه مساحة أكبر لتقديم أدوار رئيسية تستغل إمكانياته الكبيرة.

محمود عامر نجم لا يغيب عن الأذهان

محمود عامر من أولئك الفنانين الذين يصنعون الفرق بهدوء، دون ضجيج أو محاولات مصطنعة لجذب الانتباه. دوره في "المداح 5" لم يكن مجرد إضافة بسيطة، بل كان عنصرًا مؤثرًا في مسار الأحداث، وهو ما يعكس مدى نضجه الفني وخبرته الطويلة. ومع تزايد اهتمام الجمهور والنقاد بالأدوار الثانوية التي تُقدّم بإتقان، ربما نشهد في المستقبل القريب محمود عامر في أدوار أكثر تعقيدًا وعمقًا، تليق بموهبته الكبيرة.